كثيرا ما تشكو الطواقم الطبية من نقص الدم .والحاجة الماسة اليه تدفع لابتكار وسائل مختلفه للحصول عليه. وتحتاج روسيا الى مليون لتر من الدم كل عام، والكميات المطلوبة تتزايد سنويا. ويجري في بعض البلدان تخزين كميات من هذا السائل الثمين. لكن من المتعذر ان يكون متاحا للجميع، ومن يستطيع الاستفادة منه هم القلة القادرة على دفع المال، ولكن ماذا عن البقية. إن الاحتفاظ بالدم وتخزينه امر مكلف، ومن المعروف انه محكوم بمدة صلاحية محدودة.
صحيح ان الدم يقوم بدور حيوي ومناعي في الجسم لكنه قد يشكل مصدرا للعدوى في الوقت نفسه. ويخاف الكثيرون من الإصابة بالايدز اوالتهاب الكبد الوبائي جراء نقل الدم، لذا لابد من ايجاد بديل له. ولم يفرض ضرورة الدم البديل نقص هذا السائل الحيوي او امكانية حمله للعدوى فحسب، وانما تفرضها كذلك الحالات التي تتطلب ايجاد كميات كبيرة منه كالحروب والكوارث الطبيعية. ونبهت الخبرة الطبية المكتسبة جراء العلاج الميداني اثناء الحرب العالمية الثانية وكذلك دراسة اسباب الخسائر البشرية نبهت العلماء في روسيا والكثير من بلدان العالم الى ضرورة التركيز على ابتكار مادة بديلة للدم.
وقال المتخصص في بدائل الدم فلاديمير غوروديتسكي " مادة البرفتوران تتمتع بخاصية القدرة على اذابة وحمل الاوكسجين وايصاله الى الخلايا كواحدة من الوظائف الرئيسية للدم، وهذه هي الميزة الاساسية لهذه المادة . وقد سمحت روسيا باستخدامه طبيا بشكل واسع . وكان ذلك مصحوبا بنتائج ايجابية واضحة".
يذكر انه حتى الان لم ينتشر استخدام هذه المادة عالميا على نطاق كبير، فبالاضافة الى روسيا يستخدم البرتفوران في اليابان والولايات المتحدة فقط، لكن الاهتمام بها يتزايد. وبسبب اكتسابها للون الازرق فقد سميت بالدم الازرق وهو لا يتطلب توافقه مع "فصائل" الدم المختلفة.
ولكن المادة قادرة على القيام ببعض وظائف الدم وليس جميعها. وبدأت التجارب الاولية باستخدام البرتفوران على الحيوانات منذ اكثر من 20 عاما واظهرت كفاءة في عمل القلب لدى الارانب، اكثر من الاستعانة بالسوائل الفزيولوجية. في حين تمكنت كلبة من وضع جراء تتمتع بصحة جيدة بعد عام ونصف من سريان 70% من الدم البديل في عروقها، الامر الذي شجع على السماح باجراء التجارب على الانسان واستخدام هذه المادة كدم بديل طبيا.