ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم .... على الــهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امريء ما كان يحسنه .... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعـــــــش حياً به أبدا .... النــــاس موتى وأهل العلم أحياء
قال أبو الأسود الدؤلي : ليس شيء اعز من العلم ، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك ... وسئل ابن المبارك : من الناس ؟ فقال : العلماء قيل : فمن الملوك ؟ قال : الزهاد ، قيل : فمن السفلة ؟ فقال : الذين يأكلون الدنيا بالدين ولم يجعل غير العالم من الناس ، لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم ، وقال فتح الموصلي رحمه الله :
( أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت ؟ قالوا : بلى ، قال: كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت )
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لأن أتعلم مسألة أحب إلى من قيام ليلة ، وقال ايضاً : كن عالما او متعلما او مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك ... ، وقال عمر رضي الله عنه : موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه .... ، وقال ابو الدرداء رضي الله عنه : من رأى ان الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله .
وقال بعضهم : العلماء سرج الأزمنة ... كل واحد مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره ن وقال الحسن رحمه الله : لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم : أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية .
وقال يحي بن معاذ : العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أبائهم وامهاتهم ، قيل وكيف ذلك ، قال : لأن ابائهم وامهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الأخرة .... وقيل اول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل ثم نشره .
وقيل : علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم ما تجهل فإنك إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت ..... وقال معاذ بن جبل في التعليم والتعلم : تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة والدليل على الدين والمصبر على السراء والضراء والوزير عند الأخلاء والقريب عند الغرباء ومنار سبيل الجنة يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم ادلة في الخير تقتص آثارهم وترمق أفعالهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس لهم يستغفر حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه والسماء ونجومها ، لأن العلم حياة القلوب من العمى ونور الأبصار من الظلم وقوة الأبدان من الضعف يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام ، به يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد وبه يمجد وبه يتورع وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام وهو إمام والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه