بدأ العالم يأخذ أسطورة مثلث برمودا بجدّية في 5 ديسمبر 1945، بعد حادثة الإختفاء المشهورة لمجموعة الطائرات الرحلة 19.
المشكلة التي لم يحاول الكثير التطرق لها هي كون ذلك اللغز دعاية أكثر منه حقيقة. اقترحت عدّة كتب بأن الاختفاء كان بسبب، جنس فضائي ذكي متقدم تقنيا تعيش في الفضاء أو تحت البحر، طبعا كان ذلك بهدف بيع الكتب، حيث كان البيع يزداد مع ازدياد غرابة طرح القصة أو التعليل. في 1975 قام لاري كوشيه، عامل مكتبة في جامعة ولاية آريزونا، بالتحرّي حول هذه الإدّعاءات الموجودة في المقالات والكتب. ما وجده تم نشره في كتاب مثلث برمودا- تم حل اللغز Bermuda Triangle Mystery-Solved. قام لاري بالبحث و التنقيب بعناية في السجلات التي أهملها الآخرون. و وجد أن معظم الحوادث التي وصفت بأنها غريبة لم تكن غريبة. في أغلب الأحيان، كان المؤلفون يذكرون ان سفينة أَو طائرة اختفت فيما كان البحر هادئ بصورة غير طبيعية، بينما كانت سجلات خفر السواحل تشير إلى عواصف عاتية كانت تضرب منطقة الحادثة. أو عندما يذكر البعض أن السفن اختفت بصورة غامضة و لم تظهر، بينما في الحقيقة وجدت بقايا تلك السفن و تم التعرف على سبب الغرق.
التقرير الأكثر أهمية هو تقرير إحصائيات شركة لويدز لندن Lloyd's of London لسجلات الحوادث و الذي نشر من قبل محرّر المصير Fate في 1975؛ حيث ظهر بأنّ المثلث كان لا يمثل قسما خطرا من المحيط بصورة أكبر من أيّ قسم آخر. سجلات خفر السواحل الأمريكية أكّدت هذا التقرير ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أي دليل جديد يدحض تلك الإحصائيات. و اختفى لغز مثلث برمودا، بالطّريقة نفسها التي اختفى بها العديد من ضحاياه المفترضين. طبعا لم تختفي من الكتب أو أفلام هوليود التي وجدت به مصدرا للمزيد من الدخل.
بالرغم من أنّ مثلث برمودا لا يمثل لغزا حقيقيا، فإن هذه المنطقة من البحر كان لها نصيبها بالتأكيد من المأسي البحرية التي خلدتها الكتب. و ربما أفضل مأساة كانت قصّة الرحلة 19